لم يمر تعادل المنتخب الوطني في مباراته الأولى ضد المنتخب السيراليوني، مرور الكرام على وسائل الإعلام و الأوساط الرياضية المختلفة، لأنه بطل القارة، حامل اللقب و المرشح الأول للظفر بكان الكاميرون، و كل الأنظار موجهة له و لما سيقدمه في إفتتاحية مبارياته ..
هل حقا قدم أشبال بلماضي مردودا ضعيفا كما قيل ؟
دخل محاربو الصحراء المباراة بوسط ميدان مختلف، تاركين وراءهم كل من الدينامو إسماعيل بن ناصر، الذي يعد القلب النابض للمنتخب الوطني، و المحارب زروقي الذي يضمن الأمان في الخط الخلفي، بفضل قتاليته و إندفاعه الكبيرين ، ثنائية تشكل فرقا في أي فريق، لكن، لو نجح براهيمي، بونجاح أو بن رحمة في انتهاز فرصة واحدة من الفرص المتاحة للتسجيل، لما ذكرنا هاذا الغياب… و هذا هو بيت القصيد… الذي سنتطرق له لاحقا ..
الأجواء الصعبة التي جرت فيها المباراة، و التوقيت الذي يعيق تحرك اللاعب، بكل قوته البدنية، و درجات الحرارة الكبيرة التي زادت من الطين بلة، زد على ذلك أرضية الميدان السيئة، التي تقف في وجه التقنيات الكروية الجميلة، كلها ظروف اتحدت ضد أشبالنا، لتقديم أداء أفضل….و لكن، لو سجل محرز تلك الكرة عندما كان الحارس بعيدا عن مرماه، هل كنا سنركز كل التركيز على هذه النقائص ؟ لا أظن ذلك، لأن النقاط الثلاث ستغطي على الكثير من الأمور، و أحيانا كثيرة، تغطي حتى على الأداء السيء و الهزيل…
لو سألتني … ماذا تفضل في المباراة الأولى ؟ الأداء السيء مصحوبا بالنقاط الثلاث؟ أم الأداء الجيد و الوصول الى مرمى المنافس عدة مرات ؟، سأختار و بدون تردد، الخيار الثاني ، لأن صنع الفرص و الوصول الى مرمى الخصم بدون عناء، هو ما يثبت نظرية أن فريقك في الطريق الصحيح، و أن خطط مدربك ناجحة، لأن مهمة المدرب هي القدرة على إيصالك للمرمى، و ليس التسجيل، و بما أن المنتخب الوطني إستطاع الوصول عدة مرات لمرمى المنافس، لكن غياب التوفيق تارة، و رعونة المهاجمين تارة أخرى، حالت دون تسجيل الهدف….فلا خوف على بلماضي و أشباله.
و بانضمام بن ناصر في المباراة القادمة، و الذي سيكون بمثابة تدعيم كبير للتشكيلة الوطنية، سنشاهد وجه أخر للمحاربين، و ضغطا رهيبا، من الدقائق الأولى، لحسم المباراة مبكرا، دون إعطاء أي فرصة للمنافس، لكسب الثقة ..
خلاصة القول … بلماضي لم يفشل تكتيكيا في المباراة الأولى، و ماهي إلا كبوة جواد في بداية المشوار، و سترون الوجه الحقيقي للأفناك… “وإن غدا لناظره قريب”.